كيف نصحت أحد طلابي لاختيار تخصصه الجامعي؟

عندما تحين ساعة التخرج من المرحلة الثانوية، أو بالأحرى قبلها، تتجدد الأفكار في اختيار التخصص الجامعي. رغبات و اقتراحات من هنا و هناك، و سوق العمل متغير و الجامعات متنوعة و كم هائل من التساؤلات التي تبدأ و بالكاد تنتهي. أثناء ذلك كله، دار بيني و بين أحد الطلاب حوار حول اختيار التخصص و أحببت أن انقله لكم هنا، فلربما سطر يضيف إليكم أو أنتم تضيفون سطوراً. حاولت تلخيص ما جرى من حوار في النقاط التالية.

١. فكر في طبيعة العمل بكل احتمالاته

لا يمكنك أن تتنبأ عن طبيعة عملك بالتحديد من الآن. عندما تختار تخصص ما، فأنت ترسم لنفسك الصورة العامة. على سبيل المثال عندما تدرس المحاسبة فأنت في الغالب سيكون عملك مكتبياً، و لكن عندما تدرس الهندسة فقد يكون عملك مكتبياً و ربما ميدانياً. و ماذا نقصد العمل الميداني؟ هل هو الإشراف على بناء المنازل؟ أم الطرق؟ أن في البحار ؟ أم في الصحاري؟ كل هذه الاحتمالات واردة. في مثال آخر مغاير، عندما تتخصص في التعليم، فطبيعة عملك قد تتطلب التدريس الصفي، أو ربما لا يتطلب عملك التدريس في الصف إطلاقاً كأن تكون مرشداً طلابياً أو إدارياً.

تذكر ! قبل اختيار التخصص، اعرف الخطوط العامة لطبيعة عملك من الآن.

٢. تعرف على الحد الأدنى و الحد الأعلى لرغباتك

عندما كنت في الصف الثالث الثانوي، كنت أكرر لأصدقائي أنه مهما كان و مهما حدث لن أتخصص في المجال الطبي. لسبب بسيط أن العمل في المستشفيات يشكل الحد الأعلى الذي لا يمكنني أن أنسجم معه. ربما لو كان العمل في المستشفى بشكل مكتبي لكان ضمن الحد الأدنى الذي لا بأس به.

إن العمل الصحي نبيل و حتمي في إنقاذ البشرية، و لكن كنت أعلم أن العمل في المجال الصحي كان هو الحد الأعلى الذي لا يناسبني. احرص انت على معرفة ما الحد الأدنى الذي يمكن أن تتكيف معه في طبيعة عمل التخصص، و ما الحد الأعلى الذي قد لا تستطيع التأقلم معه.

و هنا بالطبع تحية إجلال لكل من يعمل في القطاع الصحي خصوصاً بعد ما شهدنا من وباء عالمي كان لكل فرد ينتمي للمجال الصحي العطاء العظيم للدفاع و إنقاذ العالم !

٣. ادرس سوق العمل

عليك بنظرة على سوق العمل و الاحتياج العام. إن معرفتك بالاحتياج في مختلف التخصصات قد يغير من بعض قناعاتك، و في أحيانٍ أخرى سيجعل حدك الأعلى و الأدنى أكثر مرونة.

كيف ذلك؟ يمكنك أن تتابع بعض المواقع المتخصصة أو تسأل الطلاب حديثي التخرج من الجامعة فهم الأقرب للتوظيف. أمر آخر مهم، لا تنس إستشارة المرشد الطلابي بالمدرسة فربما يرشدك إلى مصادر أخرى حديثة.

٣. فكّر ماذا لو لم أتوظف ؟

هذه ليست دعوة للتشاؤم! بل لتكون متفائلاً منذ البداية! العالم بدأ يتغير كثيراً و من لم يجد وظيفة فعليه أن يعلم أن باباً واحداً مغلق و أن العديد من الأبواب لازالت مفتوحة. من هنا، تذكر و فكر، هل يمكن أن أعيش بالتخصص الذي اخترته ؟ أو لابد أن يساعدني شخص ما بالتوظيف لأكمل مسيرة الحياة ؟

قد يتطلب ذلك أن تكون مقبلاً على تخصصك حتى تتمكن من تحويله إلى عمل ناجح فتقوم بتوظيف غيرك بدلاً من أن تكون موظفاً. على سبيل المثال لا الحصر، من تخصص في الهندسة المعمارية يستطيع افتتاح مكتب تصميم هندسي ليبدا رحلة رائعة يصنعها هو بنفسه.

هناك الكثير من خدمات التمويل التي يمكن أن يستفيد منها المتخرجون للبدء بأعمالهم الخاصة و التي توافق ميولهم و تخصصهم.

تذكر، حتى لو كنت في بداية حياتك المدرسية، عليك أن تعيش مستحضراً تخصصاً تتقنه في المستقبل. بهذه الطريقة ستتمكن من استكشافه و معرفة مميزاته و سلبياته بالنسبة لك قبل أن تبدأه فعلياً. عندها لن تكون مضطراً لتغيير تخصصك لاحقاً ، و حتى لو اضطررت فحياتك الغالية تستحق أن تعيشها كما تريد!